فكرة غيرت البحر الأحمر

اشتهر البحر الأحمر ببيئة بحرية زاخرة وشعب مرجانية متفردة وقد تزايدت شعبية الرياضات البحرية خلال السنوات القليلة الماضية، فالغردقة تستقبل سنوياً رحلات من آلاف السياح الذين يمارسون أنشطة مختلفة بدءاً من الغوص حتى ممارسة هواية الصيد ويعتبر اسطول المراكب الذي يتألف من أكثر من سبعمائة وخمسين زورقاً وسيلة مناسبة للوصول إلى الجزر والشعب المرجانية البعيدة عن الشاطئ بما فيها الجفتون وأبورمادا ومجاويش، الأمر الذي يترتب عليه نتائج بيئية ضارة. فمن الأنشطة الشائعة التي ألحقت ضرراً جسيماً بالبيئة البحرية، على سبيل المثال: رسو الزوارق على شعاب مرجانية أضعف من أن تتحملها.

كثير من الناس لايعون مدى تأثيرهم على البيئة، فالأفعال والتصرفات التي قد تبدو ف ظاهرها أفعالاً غير ضارة قد تسبب في واقع الأمر قدراً كبيراً من الضرر. ويعد التقاط القواقع والأصداف والمحار مثال على ذلك. فالقوقعة أو المحارة القديمة قد تبدو تذكاراً مثالياً من رحلة إلى الخارج إلا أنه يمكن لهذه القوقعة أو المحارة أن تؤدي دوراً حيوياً في الاتزان البيئي للمنطقة حيث أنها توفر موطناً مؤقتاً لكثير من الكائنات البحرية.

تمكنت هيبكا من خلال التمويل الخاص والمبادرات الفردية، من أن تؤثر تأثيراً واضحاً على البيئة المحلية. فقد تمكنت من تدبير أموال مكنتها من تركيب شمندورات في العديد من مواقع الغوص تفادياً لرسو المراكب مباشرة على الشعاب المرجانية. وقد أمدت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية جمعية هيبكا بالأموال اللازمة لتركيب مائتي وخمسين شمندورة أخرى، فضلاً عن أموال إضافية قدمتها لتدريب قباطنة الزوارق وأفراد أطقمها على استخدام هذه الشمندورات.

وتشارك هيبكا في أنشطة مختلفة لرفع مستوى الوعي البيئي تستهدف من خلالها أفراد المجتمع المحلي القائمين على تقديم الخدمات لقطاع السياحة والسياح الزائرين. كما تعمل على الارتقاء بالوعي من خلال مراكز الغوص المحلية، والفنادق، وشركات السياحة التي تنظم الجولات والرحلات وهكذا. و تحث هيبكا زوار المنطقة على الامتناع عن التقاط القواقع والأصداف والمرجانيات أو شرائها حيثما تكون متاحة. فكثير من زوار المنطقة لا يعرفون أن هناك معاهدات ومواثيق دولية تحظر بيع هذه التذكارات البحرية أو حيازتها وهم يعرضون أنفسهم للخطر بمحاولة العودة بها إلى بلادهم.

وتعمل هيبكا بالتعاون الوثيق مع إدارة المحميات الطبيعية بجهاز شئون البيئة سعياً إلى ضمان تنفيذ القوانين التي تتناول أحكامها حماية كل الجزر والشعاب المرجانية البعيدة عن الشاطئ ولمساعدة هذه الإدارة في وضع استراتيجيات إدارية ورقابية. كذلك تقوم هيبكا بدور فعال في المساعي الرامية إلى إصدار تشريع يحمي الجزر والشعب المرجانية والجزر البعيدة عن الشاطئ ضمن ما تشمله وتسري عليه أحكام القانون 102 لسنة 1983، مع تصنيفها كمناطق محمية.

التزام هبيكا بحماية البحر الأحمر المصري

يعتبر الحيد المرجاني الساحلي الأعظم للبحر الأحمر المصري، نظامًا مشهورًا عالميًا يدعم تنوعًا حيويًا واسعًا. هذه الشعاب المرجانية، وخاصة تلك في شمال البحر الأحمر في مصر، تم تحديدها كشعاب من أكثر الشعاب مقاومة للتغيرات المناخية في العالم. يعتقد العلماء أن الحيد المرجاني الساحلي الأعظم في البحر الأحمر لديه القدرة على التكيف والمساهمة في إعادة توطين الشعاب المحيطة به، مما يعني أنه قد يساهم في إبقاء الشعاب المرجانية على قيد الحياة.

حاليًا، يوجد حوالي 50% من شعاب البحر الأحمر المصري ضمن المناطق البحرية المحمية. ومع ذلك، تعمل جمعية المحافظة على البيئة في البحر الأحمر (هبيكا)على إعلانها منطقة محمية بالكامل.
اعترافًا بأهمية الحيد المرجاني الساحلي الأعظم وجهود حماية البيئة من هبيكا ومنظمة أوشن ايجنسي، أعلنت منظمة ميشن بلو الدولية ، الناشطة في مجال حماية المحيطات، أعلنت عن الحيد المرجاني الأعظم للبحر الأحمر المصري منطقة أمل. ويهدف هذا التصنيف إلى دعم حماية الشعب المرجانية والحفاظ على الحياة البحرية النابضة بالحياة في مصر.

يعبر الدكتور محمود حنفي المستشار العلمي لجمعية هيبكا والرئيس التنفيذي لأوشن ايجنسي ريتشارد فيفرز عن أملهما في أن تلتزم الحكومة المصرية بحماية الشعاب المتبقية. لما لهذه الشعاب من قيمة عالمية كملجأ للحيود المرجانية على كوكب الأرض مما يجعل حمايتها مسؤولية عالمية.

بمقدورك أنت أيضاً أن تلعب دوراً حيوياً في حماية هذا النظام البيئي الدقيق. فضلاً عن الانضمام إلى عضوية هيبكا يمكن لأي فرد أن يقوم بالإبلاغ بكل ما يراه من مخالفات. علاوة على ذلك يمكنك الالتزام ببعض القواعد والقوانين البسيطة التي تضمن حماية البيئة البحرية للأجيال القادمة.

المرجان كائن حي ولمسة واحدة منا تكفي لقتل مستوطنة كاملة من الكائنات الحية التي استغرق نموها عدة أجيال كما تكفي لمسة واحدة فقط لكي تلحق بنا أضراراً جسيمة إذ تحتوي عدة أنواع من المرجان على سموم تلهب الجلد البشري ولا تتمكن القفازات من توفير الحماية

الوسيلة الوحيدة المضمونة للحماية هي
عدم لمس أي شيء